كلمة الشيخ مبارك عبدالله
مبارك الصباح
حفل
المتفوقين والخريجين
من
جامعات المملكة المتحدة وإيرلندا
الاخوة في الإتحاد الوطني
لطلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وايرلندا
الاخوة الحضور
الأحبة الخريجات والخريجين.
. وذويهم الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته..
في كل عام يتجدد اللقاء بكم
وتتجدد معه الآمال وتنبعثُ الذكريات ،
وقبلَ موعد اللقاء أراني متلهفاً لأكون معكم، مرحِّبا ، ومكرِّما لوجوه طال
إنتظارها . .
وجوهٌ تبعث الأمل في عيونِ
محبِّيها، وتعيد لنا ذكرى أيامٍ عشناها وتَجاربَ مررنا بها في ربوع المملكة
المتحدة الصديقة.
أخواتي . . وأخواني
عندمَا تستفيقُ الذكريات ،
لا بد لنا أن نذكرَ وبكثيرٍ من الفخر ، أياماً قضيناها في كنفِ ، مقرْ الإتحاد الوطني
لطلبة الكويت - فرع المملكة المتحدة
وإيرلندا ، حيثُ كان لنا في أيام المحنة الأليمة .. التي مرت بها الكويت ،
مُنطلَقا لكافة أوجهِ التعبير ، من تنظيمِ مسيرات ، وتوزيع بروشورات ، وإقامة الندوات ، وقد كان لي شرف المشاركة في
هذه الأنشطة ، وتقديمْ المساعدة لإبقاء صوت الكويت عاليا ، وبهذا كان للاتحاد
بصماتْ تستحقُ التقدير والاحترام.
ولذكرياتي الشخصية محطات
كُثُر ، بدأتُها مبكراً في الكلية الملكية العسكرية (سانت هيرست) بعدها إلتحقت بجامعة بكنغهام لإتمام الدراسة
الجامعية ، ومن ثم إلتحاقي بجامعة كامبريدج في الدراسات العليا ، وهي من أجمل
مراحل الحياة في ذاكرة الطالب.
أخواتي . . وأخواني
قصدت في هذه المقدمة
الصغيرة ، أن أُشِّبه اليومَ بالأمس ، من حيث المعاناة والصعاب التي يتحملها طالب
العلم في ديار الإغتراب ، وهي كثيرة ، وقد تكون الحافز المهم ، الذي يدفع بطالب
العلم إلى إكمال المسيرة ، ومواصلة طريق النجاح والتقدم.
أخواتي . . وأخواني
أنتم اليوم في بداية الطريق
، وقد تواجهون واقعاً صعباً ، لم يكن واضحاً لكم وأنتم على مقاعد الدراسة ، وكليِّ
أمل بأنكم ستواجهون هذا الواقع ، وتتحدون الصعاب، بعزيمة صلبة وإيمان راسخ ، وهنا الفرقْ بين
العالِم والحالِم، فالعالمُ يواجه بعلمه ،
يكافحْ ويصلْ ، أما الحالم ، فمتى خرج إلى الواقع ، واصطدم بأصغر الصعاب نراهُ
محبطاً . . محطماً وبلا أملْ.
كونوا فرساناً يخوضون
ميادين الحياة ، رماحُهمُ الأقلام التي سطرَّت لهم العلم والمعرفة ، وسطَّروا بها
التفوق والنجاح ، . . حاربوا الجهل بما اكتسبتم من معرفة وعلم.
حاربوا التفرقة ، بنفوس
مؤمنة موحدة ، كما كنتم في غُربتكم حيث مارستم وطنيتكم بإخلاص ،وتفاني لبعضكم
البعض.
حاربوا التعصب ، والأصوليات،
بالفكر المنفتح والإيمان الصحيح، ولا
تدعوا لبعض الآفات والأمراض التي تفكك المجتمع مكاناً في نُفُوسِكمْ.
كونوا على قدر المسؤوليات
التي تنتظركم ، فأنتم بتخرجكم هذا العام أّضْفتُم لُبنْةً جديدة في بناءِ هذا
الوطن ، وما ينَتَظركُم في المستقبل ، ولو
كان كبيرا بحجم الوطن / فإنني على ثقة بأنكم أهلاً لحمل المسؤولية.
يا أصدقاء العلم والمعرفة .
.
حين أنظر إلى الوجوه
الخِّيرة الموجودة هنا ، أرى في عين كل أمٍ وأبْ دمعة حانية تشُّع فرحاً ، وأَنّ بِذرةً
صالحةً زرعوها أينعت ، وأثمرت ، وهذا ما يصبوا إليه الأهل.
أباركُ لكم نجاحكم وتفوقكم ،
وأبارك لهذا البلد المعطاء الزاخر بأبنائه المخلصين، المدافعين عنه بكل غالٍ ونفيس،
ليبقى شامخا بكم وفي ظل قيادة صاحب السمو
أمير البلاد المفدى ، وولي عهده الأمين.
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق