كلمة تكريم
عبدالله الفيصل – القاهرة
ألقاها الشيخ
مبارك عبد الله المبارك الصباح
نيابة عن
والدته الدكتورة سعاد الصبـاح
19/12/2001
معـالي وزير الثقافة
الأستاذ الدكتـور فاروق حسني
أصحاب السمـو والمعـالي
الأمـراء والسفراء
يا أصدقـاء الحـرف
العربي
في
العـام 1995 شهـدت الكويـت تظاهـرة ثقافيـة جديدة فـي وطننـا العـربي، وذلك حين
تشـرفت بتكـريم رائــد التنويـر العـربي في وطـني الأستـاذ عبـد العزيـز حسيــن.
بعـدها كان مـن كبير الحـظ أن أحمـل إلى البحريــن الغاليـة عـام 1996 رسالة محبـة
تجسـدت في تكريمنـا لشاعـرهـا الكبيــر الأستــاذ إبـراهيـم العريـض، أمـد اللــه
فـي عمـره وأبقــاه، وذلك ضمـن مبـادرات الوفـاء الـتي نـؤسس لقيمهـا عـرفـانـاً
بفضل كبـار المبـدعين العـرب الأحيــاء.
وفـي
العـام 1998 كنـا علـى مـوعـد لتكريـم كبير الشعـر الأستـاذ نـزار قبـانـي فصـدر
كتـابنـا التكريمي لـه، ولكـن القـدر حـال دون هـذا الـواجـب وغـاب عنـا نــزار
قبـانــي ليبقـى خـالـداً فـي عطـائـه الـذي لا يغيب.
العـام
الماضـي كنـا علـى مـوعـد هنـا فـي القاهـرة الحبيبة، لتكـريم علـم مصـري فـي
دنيـا التأليـف والبحـث تشهـد بفضله المـؤسسـات الثقـافيـة الـراسخـة الـتي
أقـامهـا وآثـار مصـر الخالدة. نعـم كـان الموعـد لتكريم الصديـق النبيـل الدكتـور
ثــروت عكاشـة، وكـان احتفـالنـا لائقـاً بـه وبعطـائـه ومعـبراً عـن تقديـر ثمـين
لكـل مـا أبـدعـه وأرسـاه.
وفـي
هـذه السنـة كـان اختيـارنا لصـاحـب السمـو الملكـي الأمـير الشاعـر عبـد الله
الفيصـل، تقديـراً لمجمـل مـا أعطى في عـالـم الشعـر الكلاسيـكي والشعـبي وفـي
حقــول الإدارة والريـاضـة والعمـل الإنسانـي. وقـد شهـدت مدينـة "أبها"
في أرض عسير حفـل تكريمــه، فيمـا شهـدت الربـاط أيـامـاً تكريميــة أقمنـاهــا
تحـت رعـايـة صاحـب الجـلالة الملـك محمــد السـادس حفظـــه الله.
وإننـا إذ نقيــم هـذا
التكريــم فــي القاهــرة، فلأن في الكحل المصـري عينـاً أخـرى تـؤسس لجمـال
العـين، ولأن ميـاه النيـل هـي عطـر الختـام الـذي أردنـاه لمجمـل فعاليـات
احتفـائنـا بالأمـير الشاعـر، إن مـا بيننـا وبيـن القـاهــرة صلة وجـود حميمــة
ودائمة ففـي هـذا البلـد الغـالـي كانـت الـدراسـة والإقامة مطلع الستينيـات،
وفيهـا أطلقـت مشـروعـي الثقـافـي الأول بطباعة مجلـدات مجـلة "الرسـالـة"
المصريـة عام 1985. ومــن القاهــرة انطلقـت أولى المسـابقـات الإبداعية للشباب
العـربـي عـام 1988 وتستمـر حـتى يـومنـا هـذا بـاسم مسـابقـات الشيخ عبد الله
مبارك الصباح ومسـابقـات سعاد الصباح للإبــداع العـربـــي.
وهــي المسابقــات الـتي
شجعـت الآلاف مــن الشبـان العرب علـى تقـديــم البحـوث والدراسـات العلميــة
والأدبيـة والفكريــة وتحـولـت إلى مهرجـان ثقـافـي للجيـل الجديــد.
وقـد أسهمـت هـذه
المسابقـات فـي تحريـك بحيرة راكدة من المـواهـب الـتي أعطـت وأبـدعـت فقمنـا
بطباعـة إبداعها في مئات الكتـب، وقـدمنـا لهـا مـا تستحـق من تشجيــع.
أمـا
دار سعـاد الصبـاح للنشـر فقـد ولـدت فـي القاهـرة خلال الغـزو العـراقي البـائس
لـوطننـا، ومنهـا انطلقـت حاملة رسالة جديـدة للنشـر ومفهـومـاً يجعـل دار النشر
مـؤسسـة ثقافيـة شاملـة، بعـض دورهـا الكبـير هـذا الحفـل الكـريــم.
معـالــي الـوزيـــر
أيهــا الكــرام ..
كانــت القاهــرة هـي الحبيبــة الغاليــة فـي القلب زمن الشبـاب، وهــي اليـوم
كذلك، وغـداً ستبقــى. أرجو أن تقبلوا عظيــم امتنـانـي لتشريفكـم حفلنــا هــذا
وعـذراً لغيـاب لا أمـلك فيــه أمــراً.
والســلام عليكــم
جميعـــاً ورحمــة الله وبـركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق