كلمة سعادة الشيخ
مبارك عبدالله المبارك الصباح
حفل مئوية رحيل
الشيخ مبارك الصباح
المكتبة الوطنية
29 نوفمبر 2015
للتاريخ ومضات
مبهرة تتوقف عندها الفِكَر وتبقى صورُها خالدةً في ذهنِ الزمن.
وللدولِ رجالٌ..
يسجلُ التاريخُ أسماءَهم في صفحاتِ الإنجازِ والخلود..
والكويتْ هذا
البلدْ الصغيرْ الجميلْ الذي كان نتاجَ جهدِ رجالٍ بذلوا الغالي والنّفيس فــي
سبيـــلِ تقـــدمِ مجتمعهـــم وازدهـــارِه.. وكــــان فـــي تاريخهم مايستحق أن
نقـــف عنـــده طويـلا لقد مر الزّمن بسرعة.. ولم يَعُدْ كافيا أن نُكملَ المسيرةَ
فقط، بل وأيضا أن نطالع مافات لتوثيقِهِ ولقراءته، والاستفادةِ منه.. والعمل وِفْقَ
إضاءاته..
فمن لا يقرأ
تاريخَه سيعيشُ حياةً أميّة لاروحَ فيها.. ولا مستقبلَ لها.
وفي مثلِ هذه
الأيام تحلُّ الذكرى المئويةِ لرحيلِ مؤسسِ الكويتِ الحديثةِ الشيخ مبارك الصباح
طيبَ الله ثراه، عندما كان وطنهُ في مهبِّ العواصفِ العالمية فخرج من كل
الأعاصيرِ سالما.. ليضعَ الكويتَ على برِّ الأمان وعلى طريقِ الخيرِ
والنماء.
في ذلك الزمن الذي كانت فيه الدولُ الصغيرةُ لُـقمةً سائغة أمام تطلعاتِ نفوذِ الدول الكبرى وأمامَ التنافس الأوربي على تقاسم تركةِ الإمبراطورية العثمانية ومناوشات
قوى أخرى قريبة أو بعيدة وكذلك تهديدات قوانين النهب العشائرية.. كان لابد من
قائدٍ يعرفُ أين يوجّهُ المركبَ في موجِ السياسة المتلاطم..
فكان حضورُ
الشيخ مبارك الصباح ليكونَ كما وصفهُ الوكيل البريطاني السياسي
شكسبير عندما قال عام 1911: "البلاد تحت القبضة القوية للشيخ مبارك هي
الأفضل أمناً وحُكماً في الخليج"
كان الشيخ مبارك
كما لقبه المؤرخون (أسد الصحراء).. الذي حمى عرينَه بتأهُّبِ الأسودِ وعزيمتها.
وهذا الملتقى
الذي تشرفت فيه دارُ سعاد الصباح للنشر بالتعاون مع المكتبة الوطنية وبجهودِ
المخلصينَ ممن عملوا على إنجاحِه سواء بإصدار كتاب أو إلقاء محاضرة أو ترتيب
ندوة أو إقامة معرض ما هو إلا جهدٌ يتضمنُ رسالةً تقول: أن الكويت تستحق منا
مزيدا من العمل.
وإن رجالها
ينتظرون منا الكثير لتسجيل وتدوين تاريخهم.. وإن الحُكم الكويتي الممتد قام على
أنّ الحاكم والمحكوم يد واحدة وتواصَلَ هذا النهج حتى اليوم ليكون والدنا
وقائدنا هو قائد العمل الإنساني العالمي.. مما يتطلبُ المزيدَ والمزيد والمزيد من
العمل..
أشكر معالي وزير
الإعلام ووزير الدولة لشؤون
الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح
على رعايته لهذه الفعالية.
وأشكر الأخ مدير
المكتبة الوطنية الأستاذ كامل العبدالجليل على جهوده التي كللت هذا العمل بالنجاح.
كما أشكر
الأستاذ الباحث باسم اللوغاني على جهده الكبير في جمع وثائق ومراسلات الشيخ مبارك
الكبير وفي إقامة هذا الملتقى.
وأشكر كل من
كانت لهم بصمة في هذه الفعالية.
واسمحوا لي أن
أخص بالشكر أستاذتي التي علمتني أن كتابة تاريخ رجال الوطن هي كتابة جديدة للوطن
وعلمتني أن
الثقافة هي أجمل بوابات الحياة..
وعلمتني أن
للكويت في رقابنا عهد وجميل..
هي أستاذتي
ووالدتي د. سعاد الصباح حفظها الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق