الاثنين، 16 يناير 2017

كلمة في حفل تكريم د.عبدالكريم غلاب أكتوبر 2003 القاها الشيخ مبارك عبدالله المبارك نيابة عن الدكتورة سعاد الصباح

كلمة الدكتورة سعاد الصباح في حفل تكريم أ.عبدالكريم غلاب
أكتوبر 2003
أيها الأصدقاء الأجلاء
ضيفنا العزيز الأستاذ عبدالكريم غلاب
سيداتي وسادتي:
عندما أطالع وجه السماء ألمح مئات النجوم تتلألأ في إعلان واضح للإرادة الإلهية السامية التي أوجدت هذا الكون وأعطت الحياة فيه للأرض وللسماء، للبشر والماء والحجر.
وعندما أطالع وجه المغرب تعود بي الذاكرة لتلك الصداقة الأخوية التي كانت تربط بين جلالة الراحل الملك محمد الخامس الكبير وبين زوجي وصديقي الشيخ عبدالله المبارك الصباح لأربعين مضت من السنين، حيث جئت بلدكم الرائع بصحبة الزوج الكبير، وحللنا ضيوفاً على جلالة الراحل العظيم الملك الحسن الثاني رحمه الله.
لقد طفنا المغرب وزرعنا في قلوبنا محبته كما زرعت يد الله كل هذا الجمال في ربوعه وهذه الخضرة في روابيه، جارة لزرقة المتوسط والأطلسي ليكون المغرب بذلك جسر الأمان في دنيا المحيطات وزهرة المحبة في متون الأرض.
منذ ذلك الوقت عرفت المغرب في عيون تفرح للأمل وفي بهاء الطبيعة التي تزداد بريقاً يوماً بعد الآخر. كما عرفته في نتاج فلسفي وعلمي وأدبي وتاريخي متعدد الأصوات، ولكنه موحد الغايات وكبير التطلعات لعالم أفضل.
ووسط هذه الكوكبة من النجوم في عوالم اليقظة القومية، كان أسم المبدع العربي الأستاذ عبدالكريم غلاب ساطعا كالشهاب ومنيراً كينبوع ضوء.
وإذا كان من نوادر العصر أن يستمر المبدع في عطائه لأكثر من خمسين عاماً، فان ضيفنا هو واحد من علامات الندرة الإبداعية إذ لا يزال، وله العمر الطويل، معطاء في مختلف صنوف العطاء، ومستمراً دون توقف في تدوين الكلمات: قلادات من الجوهر وسحباً من متون الرواية والقصة والتفسير والدراسة والمقالة. وفي ذلك تنوع يتطلب طاقة خلاقة هادرة، وإنها في الأستاذ عبدالكريم غلاب واجدة ذاتها في ذاته، وصوتها في حروفه وضوءها فيما صاغ من جوهر الرؤى والصور والأحلام.
أيها الحفل النبيل:
أمام هذا الطود الشامخ بعنفوان الإيمان القومي، في زمن ضاعت فيه الإرادات والعقول، واستبيحت الكرامات وحل التخاذل محل الكبرياء.
أمام هذا الصوت الطاهر في زمن الرداءة وبؤس القيم، نقف بالإكبار تحية لرجل حقيقي، رداؤه الإيمان وسيفه القلم المؤمن بالعروبة مصيراً وبالنصر قدراً، لنقول له: شكرا يا سيدي لك، وشكراً للمغرب الذي أعطى الأمة بأمثالك نموذجاً وقدوة ومشعلاً للحق لن يغيب.






كلمة تكريم عبدالله الفيصل – القاهرة -ألقاها الشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح نيابة عن والدته د.سعاد الصبـاح

كلمة تكريم عبدالله الفيصل – القاهرة
ألقاها الشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح
نيابة عن والدته الدكتورة سعاد الصبـاح
19/12/2001
معـالي وزير الثقافة الأستاذ الدكتـور فاروق حسني
أصحاب السمـو والمعـالي الأمـراء والسفراء
يا أصدقـاء الحـرف العربي

في العـام 1995 شهـدت الكويـت تظاهـرة ثقافيـة جديدة فـي وطننـا العـربي، وذلك حين تشـرفت بتكـريم رائــد التنويـر العـربي في وطـني الأستـاذ عبـد العزيـز حسيــن. بعـدها كان مـن كبير الحـظ أن أحمـل إلى البحريــن الغاليـة عـام 1996 رسالة محبـة تجسـدت في تكريمنـا لشاعـرهـا الكبيــر الأستــاذ إبـراهيـم العريـض، أمـد اللــه فـي عمـره وأبقــاه، وذلك ضمـن مبـادرات الوفـاء الـتي نـؤسس لقيمهـا عـرفـانـاً بفضل كبـار المبـدعين العـرب الأحيــاء.

وفـي العـام 1998 كنـا علـى مـوعـد لتكريـم كبير الشعـر الأستـاذ نـزار قبـانـي فصـدر كتـابنـا التكريمي لـه، ولكـن القـدر حـال دون هـذا الـواجـب وغـاب عنـا نــزار قبـانــي ليبقـى خـالـداً فـي عطـائـه الـذي لا يغيب.
العـام الماضـي كنـا علـى مـوعـد هنـا فـي القاهـرة الحبيبة، لتكـريم علـم مصـري فـي دنيـا التأليـف والبحـث تشهـد بفضله المـؤسسـات الثقـافيـة الـراسخـة الـتي أقـامهـا وآثـار مصـر الخالدة. نعـم كـان الموعـد لتكريم الصديـق النبيـل الدكتـور ثــروت عكاشـة، وكـان احتفـالنـا لائقـاً بـه وبعطـائـه ومعـبراً عـن تقديـر ثمـين لكـل مـا أبـدعـه وأرسـاه.
وفـي هـذه السنـة كـان اختيـارنا لصـاحـب السمـو الملكـي الأمـير الشاعـر عبـد الله الفيصـل، تقديـراً لمجمـل مـا أعطى في عـالـم الشعـر الكلاسيـكي والشعـبي وفـي حقــول الإدارة والريـاضـة والعمـل الإنسانـي. وقـد شهـدت مدينـة "أبها" في أرض عسير حفـل تكريمــه، فيمـا شهـدت الربـاط أيـامـاً تكريميــة أقمنـاهــا تحـت رعـايـة صاحـب الجـلالة الملـك محمــد السـادس حفظـــه الله.
وإننـا إذ نقيــم هـذا التكريــم فــي القاهــرة، فلأن في الكحل المصـري عينـاً أخـرى تـؤسس لجمـال العـين، ولأن ميـاه النيـل هـي عطـر الختـام الـذي أردنـاه لمجمـل فعاليـات احتفـائنـا بالأمـير الشاعـر، إن مـا بيننـا وبيـن القـاهــرة صلة وجـود حميمــة ودائمة ففـي هـذا البلـد الغـالـي كانـت الـدراسـة والإقامة مطلع الستينيـات، وفيهـا أطلقـت مشـروعـي الثقـافـي الأول بطباعة مجلـدات مجـلة "الرسـالـة" المصريـة عام 1985. ومــن القاهــرة انطلقـت أولى المسـابقـات الإبداعية للشباب العـربـي عـام 1988 وتستمـر حـتى يـومنـا هـذا بـاسم مسـابقـات الشيخ عبد الله مبارك الصباح ومسـابقـات سعاد الصباح للإبــداع العـربـــي.
وهــي المسابقــات الـتي شجعـت الآلاف مــن الشبـان العرب علـى تقـديــم البحـوث والدراسـات العلميــة والأدبيـة والفكريــة وتحـولـت إلى مهرجـان ثقـافـي للجيـل الجديــد.
وقـد أسهمـت هـذه المسابقـات فـي تحريـك بحيرة راكدة من المـواهـب الـتي أعطـت وأبـدعـت فقمنـا بطباعـة إبداعها في مئات الكتـب، وقـدمنـا لهـا مـا تستحـق من تشجيــع.
أمـا دار سعـاد الصبـاح للنشـر فقـد ولـدت فـي القاهـرة خلال الغـزو العـراقي البـائس لـوطننـا، ومنهـا انطلقـت حاملة رسالة جديـدة للنشـر ومفهـومـاً يجعـل دار النشر مـؤسسـة ثقافيـة شاملـة، بعـض دورهـا الكبـير هـذا الحفـل الكـريــم.
معـالــي الـوزيـــر
أيهــا الكــرام .. كانــت القاهــرة هـي الحبيبــة الغاليــة فـي القلب زمن الشبـاب، وهــي اليـوم كذلك، وغـداً ستبقــى. أرجو أن تقبلوا عظيــم امتنـانـي لتشريفكـم حفلنــا هــذا وعـذراً لغيـاب لا أمـلك فيــه أمــراً.

والســلام عليكــم جميعـــاً ورحمــة الله وبـركاته