الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

كلمة الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح في تخريج طلبة بريطانيا وايرلندا





كلمة سعادة الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح في الحفل الذي رعاه في الكويت لتكريم خريجي طلبة الكويت من جامعات بريطانيا وإيرلندا يوم 16 سبتمبر 2012



الأخوة والأخوات الخريجين

الحضور الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن مايجمعني من ذكريات مع الأخوة المُحتفَى بهم اليوم كثيرُ جدا.. ففي المملكة المتحدة تحديدا كان للغربة طعم الإصرار، وكان للسفر من أجل العلم نكهة المعرفة.. ولكلِّ لحظةٍ مرت من العمر كان هناك ثمن وقيمة..
ولايعرف متعة العلم إلا من طَـلَبه وتعـبَ من أجله..
قال تعالى: (يرفعِ اللهُ الذينَ آمنوا منكم والذينَ أوتوا العلمَ درجات)
فالرفعة هي النتيجة الحتمية للعلم.. كما أخبرنا الله جلّ شأنه.
سهرتم، وتعبتم
وها قد عدتم مُحمَّلين بالخبرة والآمال والتطلعات.. آخذينَ من العالم المتطور أجمل مافيه بما يناسب شرعنا الحنيف وعاداتنا الأصيلة..
فطالب العلم أشبه بمحاره تحوّل كل جرح إلى لؤلؤة، وليس مرآة تعكس كل مايقف أمامها، فالعاقل يجرّب ويفرز ويأخذ من المجتمع أرقى وأنبل مافيه ليأتي به إلى أهله.. وقد شبه رسولنا عليه السلام المتعلم النبيه بالغيث أينما أصاب نفع
و شبه المتعلم السلبي الذي لايرفع بالعلم رأساً بالقيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ.
وإذا كان مايجمعنا سابقا هو الذكريات الجميلة من أيام الدراسة والتحصيل والكفاح.. فإن مايجمعنا اليوم أكبر وأهم..
إن مايجمعنا الآن هو وطن يحتاج إلينا.. فأنتم الغرس الذي طاب.. وتنتظر الكويت ثماره
 هذا الوطن الجميل.. الذي يبحث عن خبراتكم، ويريد منكم ألا تقفوا عاجزين عن الحلم والإنجاز لأي سبب كان.
أنتم العزيمة التي تدفع هذه البلاد إلى الوهج والرفعة والتطور..
ومعلوم لديكم رحلة العلم لاتنتهي بشهادة نعلقها على حائط..
من يحب  الإنجاز والعطاء لن يوقفه شيء.. ورجال الثلج الذين يذوبون عند أول ضربة شمس لا مكان لهم في أوطان تتطلع للتفوّق..
أنتم رجال الصلابة.. و نساء القوة... وبكم يصبح للكويت قيمة كبرى..
.. ونحن في هذا الحفل إذ نعبر عن فرحتنا بعودتكم .. نقول لكم: أهلا بكم في وطن يفتح ذراعيه لطيور مهاجرة آن لها أن تحط.. وتبدأ العمل .
أبارك لكم التخرج والعودة.. وأشكر أخواني في الإتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع بريطانيا وإيرلندا على جهودهم في إقامة هذا الحفل
وليحفظ الله الكويت بقيادة صاحب السمو أمير البلاد المفدي وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم الله علينا نعمة الأمن والأمان.. فلا علم ولا عمل إذا غادَرَنا الأمان.. وأنتم يا أخوتي الأمان لهذا الوطن الذي ينتظركم بشغـف..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق