الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

الشيخ عبدالله المبارك غائب لايغيب بقلم: الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح


تمرّ ذكراك يا أبي... وما أطيبها من ذكرى، رغم ما تحمله من نفحات حزن ولوعات فقد!
هي ككل الذكريات الأثيرة؛ ذكرى تهبُّ لمن غاب ومازال حاضراً بيننا في كل يوم... نسمع صوته ونرى بصماته في جميع أنحاء الكويت، كما نستعيد وصاياه... ونفخر بإنجازاته.
27
عاماً يا أبي تحوّل فيها طعم الفراق المرّ... إلى وقود حياة، وتحولت كلماتك إلى منهج عمل، وأصبحت قانون أخلاق.
في ذلك اليوم، بعد أربعة أشهر على تحرير الكويت من براثن احتلال بغيض... فاضت روحك إلى بارئها... بعدما اطمأن قلبك إلى عودة الحق إلى أصحابه... كان الفراق في يوم جمعة، وها هي الذكرى تعود في اليوم ذاته، تحمل فأل الختام الحسن.
يومها يا أبي، أيقنتَ أنت أن الزمن ليس هو زمنكم الذي عرفتموه... وأن المبادئ التي آمنت بها وقاتلت من أجلها لم تعد بأمان... فالعروبة لم تعد ملاذاً للمفاخرين بها، والجيرة لم تعد بمأمن من الغدر المفاجئ... والوجوه لم تعد هي الوجوه.
هيبة القرار وهيبة الوقار... وهيبة «البشت» التي كانت سمة من سماتك... لفحتها رياح التغيُّر في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأصوات، فرأينا وجوهاً مستعارة، وأصواتاً مستعارة، وآراء مستعارة يقولها أشخاص لا تعنيهم، ويصمت عنها أشخاص تعنيهم.
إننا نعيش الأعوام الأخيرة بما تحويه من تأثيرات خارجية وضغوط دولية واستحقاقات وإملاءات تعامل معها صاحب السمو أمير البلاد - حفظه الله ورعاه - بحكمته المعهودة التي نالت إعجاب الشعوب، وبإنسانيته التي تولى قيادتها على مستوى العالم.
وتشهد المنطقة من حولنا مشكلات طائفية لا يقبلها إنسان يريد الكرامة وحماية الدين وصيانة الشرع وحماية السنّة وينشد نمو أمته وتطويرها في طريق الخير.
تلك الاضطرابات كانت برعاية وحضور دول عظمى جعلت منطقتنا ميداناً لها، وقد فرضت فيها أجندتها وآراءها في حضور لافت يسعى إلى إعادة صياغة شكل الأمة وهويتها وتوجهات أبنائنا ومستقبلهم وإرباك الإحساس بالأمن والطمأنينة.
ومع كل هذا، فإن الكويت استطاعت أن تتعامل بمرونة وحكمة مع كل هذه التغيرات بحكمة قائدها وبما تعيشه من تنوع فكري حققته بصفتها دولة مؤسسات، وذلك بفضل من الله ثم بوعي شعبها الذي جعلها في مأمن من هذه الصراعات، وهو حصاد الزرع الذي وضعتم بذوره - يا والدي - في أرض الكويت بجهودكم ونظرتكم الثاقبة للمستقبل.
كانت الهمّة سمةً من سماتكم، وكم تمنينا أن تكون كذلك في هذا الجيل الذي فقد من إشعاعاتها ونورها الكثير... وهو في أمسّ الحاجة لأن يستعيدها... هذا الجيل الثلاثيني الذي ربما لم يشعر بشعورنا عندما فقدنا الكويت يوم احتلها الغاشم... وعشنا في التشرد المؤلم، إذ فقدنا الهوية والمأوى والمنزل وكرامة الحرية.
إننا اليوم يا أبي نحاول أن نجمع الهمم رغم الهموم... لنرى كم يجب أن نعمل لتشرق شمس زمنكم من جديد؛ شمس كويت النهضة التي أسس أركانها والدك الشيخ مبارك الكبير... وأكملت أنت ومعك رجال زمنك المهيب البناء وفق رؤية سبقت ذلك الزمن... وامتدت بصماتها إلى اليوم نراها في كل مكان... في المستشفيات والمدارس والإدارات والجيش والإعلام والطيران والشباب والأضواء والشوارع.
كنت مبادراً في العمل والإنجاز في وقت مبكر؛ فما إن بلغت الثانية عشرة من عمرك حتى انخرطت في خدمة وطنك واعتنقت الواجب الذي لم توقفك دون النهوض به حداثة السن... فحملت على عاتقك مهمة تأسيس دولة حديثة بمرافقها وأمنها وثقافتها وكل كياناتها.
لقد عشت يا أبي فترات مفصلية في تاريخ الكويت، في حين ورثت من والدك حنكة التعامل مع تغيرات دولية كبرى انتقلت فيها القيادة من الدولة العثمانية إلى الانتداب البريطاني ثم الحرب العالمية التي فرضت تغيرات دولية تتطلب تعاملاً ذكياً مع حرص على تأسيس كيان كويت حديثة.
أقول ذلك في الوقت الذي نشهد فيه انعطافة جديدة لم تشهدها دولنا من قبل؛ تحتاج منا إلى أن نتعامل معها بما تعلمناه منكم من خلق نقوّي به صفوفنا وبما هو قائم على الدين والعلم والشيم العربية التي كنتم دوماً تنادون بها وترسّخونها في النفوس جيلاً بعد جيل.
رحلت يا والدي... لكن إنجازاتك باقية، وذكراك في قلوب أصحابك طيبة.
رحلت يا والدي... في ذلك اليوم الذي كانت فيه والدتي - أطال الله بقاءها - بقربك... مثل كل السنين التي رافقتك فيها... وأنتما اللذان كنتما مضرب مثل في المحبة والإخلاص، ومواجهة العواصف، ورفض كل أشكال الخيانات والتآمر... واختيار الصمت، وإيثار الابتعاد في سبيل مصلحة الوطن... وها هي د. سعاد الصباح تصف الموقف شعراً وهي تقول:
جاؤوا إليكَ... لِكَيْ تُبارِكَ فِعْلَهُمْ
 
يأبى الإباءُ بأن يكونَ أجيرا*
 
وتبقى رسالتي للشباب ليعرفوها؛ رسالة مفادها أننا نحتاج إلى نهضة جديدة بأن نحمل أخلاقاً كأخلاق عبدالله المبارك، ونندفع بإحساس الحمية على وطن جميل علينا أن نصونه ونحافظ فيه على ما بناه آباؤنا وأجدادنا، وندافع من أجله عن قيمنا ومبادئنا بروح الواجب وبالعلم والعمل وتنمية الهمم: فوطن لا نساهم في بنائه أو حمايته قد لا نستحق أن نعيش فيه.

*
من ديوان (آخر السيوف)
 
للشاعرة د. سعاد الصباح



نشر في جريدة الراي الكويتية
15 يونيو 2018

http://www.alraimedia.com/Home/Details?id=b925ef6e-598d-45ef-86c1-92caef17093f

الاثنين، 16 يوليو 2018

الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح - السيرة الذاتية





الشيخ 
مبارك عبدالله مبارك الصباح
حفيد مؤسس الكويت الحديثة الشيخ مبارك الصباح الملقب بـ "مبارك الكبير"
الميلاد: 18 مايو 1976 
الجنسية: كويتي
متزوج
الأبناء: عبدالله، سعاد، أحمد
الأب: الشيخ عبدالله مبارك الصباح - نائب حاكم الكويت خلال الخمسينيات
الأم: الشيخة د. سعاد محمد الصباح - شاعرة عربية معروفة وباحثة في التاريخ والاقتصاد

يجيد اللغتين العربية والإنجليزية، ويتحدث الفرنسية 

المدرسة الأم: كوليج دي لمان، جنيف، سويسرا
حضر عدداً من البرامج العسكرية المتخصصة في المملكة المتحدة والكويت، وتدرّب في الوحدات المدرعة الملكي بالمملكة المتحدة ليصبح ضابطاً في القوات المدرعة
الشهادات الأكاديمية:
· حاز على درجة الماجستير في العلاقات الدولية، من مركز الدراسات الدولية، جامعة كامبريدج، كلية بيمبروك في المملكة المتحدة 2000 - 2001. 
· نال درجة البكالوريوس في الآداب (العلوم السياسيةوالاقتصاد(مع مرتبةالشرفمن جامعة باكينجهام، المملكة المتحدة 1998 - 2000. 
· يحمل شهادة في برنامج رتبة الضباط بالأكاديمية العسكرية الملكية، ساند هيرست المملكة المتحدة 1995. 
· حصل على الشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي، اتحاد الاختبار المحلي لجامعة كامبريدج، المدرسة الإنجليزية الحديثة، الكويت 1994. 
· أتم التعليم الابتدائي في كوليج دي لمان، جنيف، سويسرا.

تخرج عام 1994 في الأكاديمية العسكرية الملكية ساند هيرست، وفي عام 1995 أصبح كملازم ثان في القوات المسلحة الكويتية حيث خدم في الكتيبة 151 التابعة للواءات المدرعة مبارك 15. 
 وترقى إلى رتبة نقيب.. ثم قرر بعدها التفرغ لأعماله الخاصة.
· 

الأطروحات البحثية:
· قدّم أطروحة عام 1995 كاستيفاء جزئي لشهادة رتبة الضباط بالأكاديمية العسكرية الملكية، ساند هيرست، بعنوان "الكويت تعتمد على القوى الخارجية لضمان أمنها الخارجي والمحلي.. ما مدى صحةذلك؟".
· قدّم عام 2000 أطروحة بعنوان "المساعدات الأجنبية كأداة للسياسة الأجنبيةحالة الكويت 1960 – 1999".


العضويات والزمالات والتكريمات:
حصل على وسام جوقة الشرف برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية في مايو 2017
حصل على جائزة رواد الصناعة 2017 في مؤتمر الاستثمار العربي الفندق ابريل 2017

المشرف العام على جائزة أفضل الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية عن دراسات الشرق الأوسط التي تقام  في لندن سنويا  برعاية مبرة الشيخ عبدالله المبارك الصباح وبالتعاون مع  جمعية الصداقة البريطانية الكويتية بعضوية الأمير تشارلز والشيخة د. سعاد الصباح
أقام مهرجانا لتكريم عدد من المؤرخين  والباحثين الذين كانت لهم بصمات واضحة في خدمة تاريخ الكويت الحديث وتوثيقه- فبراير 2016
 تم تكريمه كأحد القياديين العالميين الشباب في المنتدى الاقتصادي العالمي 2009. 
www.youngglobasleaders.org


· رئيس مجلس إدارة شركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية ش.ك.ك منذ 2005. www.qpic-kw.com
نائب رئيس مجلس إدارة شركة المجموعة العملية القابضة ش.م.ك.م منذ 2003. 
www.actionkuwait.com

· قام بإدارة محافظ عقارية رئيسية واكتسب خبرة في التطوير والاستثمار العقاري في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى النطاق العالمي
مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة العملية للفنادق ذ.م.م أكورفنادق بدجيت منذ 2005، والتي تم إدراجها في بورصة لندن "سوق لندن للأوراق الماليةفي عام 2013. www.actionkuwait.com
9. رئيس مجلس إدارة الشركة العملية الدولية للفنادق ش.م.ع.م – سلطنة عمان منذ2016. www.actionhotels.com
10. عضو مجلس إدارة في الشركة المصرية الكويتية القابضة منذ مارس 2009. 
www.ekholding.com 
11. عضو مجلس إدارة في شركة إيكويت للبتروكيماويات. www.equate.com 
12. رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية النمساوية للأعمال والصداقة (KABFA). 
13. نائب رئيس مجلس أمناء مبرة عبد الله المبارك
14. عضو في لجنة محكّمي جائزة مبارك السنوية للكتاب، بالتعاون مع الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط (BRISMES). www.brismes.ac.uk
15. عضو في المعهد الملكي للشؤون الدولية The Royal Institute of International Affairs (RIIA).
16. عضو في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي
Royal United Services Institute for Defence and Security Studies (RUSI).
17. عضو في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية The International Institute for Strategic Studies (IISS).
18. عضو في الجمعية الاقتصادية الكويتية Kuwait Economic Society.
19. عضو في منظمة الرؤساء الشباب منذ 2010 Young president Organization YOP-WPO 
20. نظـم وشارك في عدد من المنتديات والمؤتمرات والنـدوات في الخليـج والشرق الأوسـط ومواضيع ذات صلة بالنفط

العنوان:
المجموعة العملية القابضة 
برج راكان الدور 28 - شارع فهد السالم ص.ب 3866، الصفاة 13039 الكويت 
رقم الفاكس1: 22247500 (965)
رقم الفاكس2: 22442774 (965)


الأحد، 24 يونيو 2018

عبدالله المبارك.. غائب لا يغيب بقلم: مبارك عبدالله مبارك الصباح


عبدالله المبارك.. غائب لا يغيب

بقلم: مبارك عبدالله مبارك الصباح

تمرّ ذكراك يا أبي.. وما أطيبها من ذكرى، رغم ما تحمله من نفحات حزن ولوعات فقد!!
هي ككل الذكريات الأثيرة؛ ذكرى تهبُّ لمن غاب ومازال حاضراً بيننا في كل يوم.. نسمع صوته ونرى بصماته في جميع أنحاء الكويت، كما نستعيد وصاياه.. ونفخر بإنجازاته .
27 عاماً يا أبي تحوّل فيها طعم الفراق المرّ.. إلى وقود حياة، وتحولت كلماتك إلى منهج عمل، وأصبحت قانون أخلاق..

في ذلك اليوم، بعد أربعة أشهر على تحرير الكويت من براثن احتلال بغيض.. فاظت روحك إلى بارئها.. بعدما اطمأن قلبك إلى عودة الحق إلى أصحابه.. كان الفراق في يوم جمعة، وها هي الذكرى تعود في اليوم ذاته، تحمل فأل الختام الحسن.
يومها يا أبي، أيقنتَ أنت أن الزمن ليس هو زمنكم الذي عرفتموه.. وأن المبادئ التي آمنت بها وقاتلت من أجلها لم تعد بأمان.. فالعروبة لم تعد ملاذاً للمفاخرين بها، والجيرة لم تعد بمأمن من الغدر المفاجئ.. والوجوه لم تعد هي الوجوه..
هيبة القرار وهيبة الوقار.. وهيبة "البشت" التي كانت سمة من سماتك.. لفحتها رياح التغيُّر في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأصوات، فرأينا وجوهاً مستعارة، وأصواتاً مستعارة، وآراء مستعارة يقولها أشخاص لا تعنيهم، ويصمت عنها أشخاص تعنيهم..
إننا نعيش الأعوام الأخيرة بما تحويه من تأثيرات خارجية وضغوط دولية واستحقاقات وإملاءات تعامل معها صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- بحكمته المعهودة التي نالت إعجاب الشعوب، وبإنسانيته التي تولى قيادتها على مستوى العالم.
وتشهد المنطقة من حولنا مشكلات طائفية لا يقبلها إنسان يريد الكرامة وحماية الدين وصيانة الشرع وحماية السنّة وينشد نمو أمته وتطويرها في طريق الخير.
تلك الاضطرابات كانت برعاية وحضور دول عظمى جعلت منطقتنا ميداناً لها، وقد فرضت فيها أجندتها وآراءها في حضور لافت يسعى إلى إعادة صياغة شكل الأمة وهويتها وتوجهات أبنائنا ومستقبلهم وإرباك الإحساس بالأمن والطمأنينة.
ومع كل هذا، فإن الكويت استطاعت أن تتعامل بمرونة وحكمة مع كل هذه التغيرات بحكمة قائدها وبما تعيشه من تنوع فكري حققته بصفتها دولة مؤسسات، وذلك بفضل من الله ثم بوعي شعبها الذي جعلها في مأمن من هذه الصراعات، وهو حصاد الزرع الذي وضعتم بذوره -يا والدي- في أرض الكويت بجهودكم ونظرتكم الثاقبة للمستقبل..
كانت الهمّة سمةً من سماتكم، وكم تمنينا أن تكون كذلك في هذا الجيل الذي فقد من إشعاعاتها ونورها الكثير.. وهو في أمسّ الحاجة لأن يستعيدها.. هذا الجيل الثلاثيني الذي ربما لم يشعر بشعورنا عندما فقدنا الكويت يوم احتلها الغاشم.. وعشنا في التشرد المؤلم، إذ فقدنا الهوية والمأوى والمنزل وكرامة الحرية.
إننا اليوم يا أبي نحاول أن نجمع الهمم رغم الهموم.. لنرى كم يجب أن نعمل لتشرق شمس زمنكم من جديد؛ شمس كويت النهضة التي أسس أركانها والدك الشيخ مبارك الكبير.. وأكملت أنت ومعك رجال زمنك المهيب البناء وفق رؤية سبقت ذلك الزمن.. وامتدت بصماتها إلى اليوم نراها في كل مكان.. في المستشفيات والمدارس والإدارات والجيش والإعلام والطيران والشباب والأضواء والشوارع..
كنت مبادراً في العمل والإنجاز في وقت مبكر؛ فما إن بلغت الثانية عشرة من عمرك حتى انخرطت في خدمة وطنك واعتنقت الواجب الذي لم توقفك دون النهوض به حداثة السن.. فحملت على عاتقك مهمة تأسيس دولة حديثة بمرافقها وأمنها وثقافتها وكل كياناتها.
لقد عشت يا أبي فترات مفصلية في تاريخ الكويت، في حين ورثت من والدك حنكة التعامل مع تغيرات دولية كبرى انتقلت فيها القيادة من الدولة العثمانية إلى الانتداب البريطاني ثم الحرب العالمية التي فرضت تغيرات دولية تتطلب تعاملاً ذكياً مع حرص على تأسيس كيان كويت حديثة.
أقول ذلك في الوقت الذي نشهد فيه انعطافة جديدة لم تشهدها دولنا من قبل؛ تحتاج منا إلى أن نتعامل معها بما تعلمناه منكم من خلق نقوّي به صفوفنا وبما هو قائم على الدين والعلم والشيم العربية التي كنتم دوماً تنادون بها وترسّخونها في النفوس جيلاً بعد جيل.


رحلت يا والدي.. لكن إنجازاتك باقية، وذكراك في قلوب أصحابك طيبة..
رحلت يا والدي.. في ذلك اليوم الذي كانت فيه والدتي –أطال الله بقاءها- بقربك.. مثل كل السنين التي رافقتك فيها.. وأنتما اللذان كنتما مضرب مثل في المحبة والإخلاص، ومواجهة العواصف، ورفض كل أشكال الخيانات والتآمر.. واختيار الصمت، وإيثار الابتعاد في سبيل مصلحة الوطن.. وها هي د. سعاد الصباح تصف الموقف شعراً وهي تقول:
جاؤوا إليكَ.. لِكَيْ تُبارِكَ فِعْلَهُمْ
يأبى الإباءُ بأن يكونَ أجيرا*

وتبقى رسالتي للشباب ليعرفوها؛ رسالة مفادها أننا نحتاج إلى نهضة جديدة بأن نحمل أخلاقاً كأخلاق عبدالله المبارك، ونندفع بإحساس الحمية على وطن جميل علينا أن نصونه ونحافظ فيه على ما بناه آباؤنا وأجدادنا، وندافع من أجله عن قيمنا ومبادئنا بروح الواجب وبالعلم والعمل وتنمية الهمم: فوطن لا نساهم في بنائه أو حمايته قد لا نستحق أن نعيش فيه.

*من ديوان (آخر السيوف) للشاعرة د. سعاد الصباح
نشر في جريدة الراي الكويتية
15 يونيو 2018

http://www.alraimedia.com/Home/Details?id=b925ef6e-598d-45ef-86c1-92caef17093f